الثلاثاء، 18 أغسطس 2015

بسم الله الرحمان الرحيم
 الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على النبي محمد وعلى جميع الانبياء والمرسلين عليهم السلام.
أيها الأخوة :اعلمو ان أعداء الإسلام : حينما يئسوا من أن يطفئوا نور الله ولن يستطيعو لان الله وعد بان يتم نوره, لجؤوا إلى طريق آخر: ألا وهو تفجير الدين من داخله, عن طريق إلقاء الشبه, وتحويل النصوص الدينية عن وجهها الصحيح, كالباس الحق بالباطل وغيرها من سبل الشيطان اعلمو اخوتي ان شياطين الانس والجن بعضهم اولياء بعض وقد بين الله هذا الأسلوب:في هذه الآية الكريمة, الآية الثانية عشرة بعد المئة من سورة الأنعام, وهي قوله تعالى:﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً﴾
 -يعني: كلام مزخرف, كلام في شيء جديد, كلام يلقي بعض الشبهات, يلبس الحق بالباطل قال الله سبحانه وتعالى( -يقول الله -:﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوه﴾ُ -لا يقع شيء في ملك الله إلا بعلم الله, (لا يقع شيء على الإطلاق في ملك الله إلا بعلم الله)-:﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ﴾[سورة الأنعام الآية:112]
 أحياناً: يأتي إنسان, يلقي شبهة, المؤمن يبحث عن حلها فيزداد إيماناً,اما المنافق يتخذها حجة فيمارس هذه الشهوة, , لا يوجد إنسان تلقى عليه شبهة, إلا وله موقف, هذا الموقف؛ إما أن ينقله إلى الحق عن طريق البحث والدرس, وإما أن تكون هذه الشبهة سبباً في زياده في الكفر او سببا  لإخراجه من طريق الحق الى طريق الباطل ان شاء الله  فعلى المؤمن الصبر وعدم الاستعجال في الحكم واتباع كتاب الله القرءآن الكريم فقط.
﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ﴾[سورة الأنعام الآية:112]
 معركة الحق والباطل معركة قديمة, ومستمرة  ان شاء الله؛ لأنه ما دام هناك مؤمن وكافر, مشرك وموحد, منصف وظالم, محسن ومسيء, مستقيم ومنحرف, رحيم وقاسي, مادام هناك صفات متقابلة, إذاً: المواجهة بين أهل الحق وأهل الباطل مواجهة مستمرة ان شاء الله. قال:﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ﴾[سورة الأنعام الآية:112]﴿وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ﴾[سورة الأنعام الآية:113]
 يعني: الإنسان الذي كفر بالآخرة, وآمن بالدنيا وحدها, وانكب عليها, وانغمس فيها إلى قمة رأسه, أية شبهة حول الدين يتمسك بها, لأنه يستفيد منها, ويغطي بها انحرافه, الحالة النفسية لهؤلاء الذين يتعلقون بالشبهات: أنهم اختل توازنهم بالمعاصي, هذه الشبهات يتوهمون أنها تعيد لهم توازنهم. قال:﴿فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ﴾[سورة الأنعام الآية:112]﴿وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ﴾[سورة الأنعام الآية:113] الآية الجامعة المانعة في هذه السورة: هي أن القرآن الكريم محفوظ  كله لايوجد فيه زياده او نقصان ولايستطيع احد ان يزيد فيه او ينقص منه  أبداً, اقرؤه من بدايته الى نهايته , تجدون  ان آيات القرآن الكريم صدق وعدل وحق. قال تعالى:﴿وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً﴾[سورة الأنعام الآية:115]﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ان الله العزيز الرحيم يامر باتباع كتابه الكريم وهو القرءآن الكريم فقط وترك السبل الباطله هذه الآيات, أكبر حقيقة فيها: أن الحق لا يتعدد أبداً, الحق واحد, .نستدل ان الشيطان يكلم الانسان كما يكلم الانسان انسان اخر.
الشيطان قال له:﴿فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ﴾[سورة الأعراف الآية:16] والآية دقيقة جداً: الإنسان يكون ضال, تائه, شارد, منحرف, مرتاح, طبعاً: مرتاح بحسب الظاهر, أما حينما يتوب إلى الله عز وجل, ويستقيم على أمره, يأتي الشيطان ليصرفه عن هذا الاتجاه الجديد. فقال له:﴿لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ﴾[سورة الأعراف الآية:16]
 يعني: إذا الإنسان في بدايات طريق الإيمان, وجد وساوس, مشكلات, شبهات لم تكن تأت له على خاطر, من أين جاءت هذه الشبهات؟ هذه الشبهات تفسيرها سهل جداً: إنه حينما اعتقد اعتقاداً صحيحاً, وحينما تاب إلى الله توبة نصوحة, وحينما سلك طريق الإيمان, جاء الشيطان ليصرفه عن هذا الطريق,فعلى المؤمن ان يصبر ويتوكل على الله , الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم و الاستعاذة بالله من شر ما خلق  هذه تبعد عنه ان شاء الله الخطر  . قال:﴿ثُمَّ لَآَتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ﴾[سورة الأعراف الآية:17]من بين أيديهم: من أمامهم.
الشيطان أحياناً: يلقي على الإنسان شبهات متعلقة بالتقدم, والعصرنة, والعلم, والروح المجتمع العالمي الموحد, والأرض كلها قرية صغيرة, والتقاليد والعادات أشياء بالية, والقيم متبدلة, فيأتيه من باب التجديد, والتقدم, والحداثة, والعلم, والعصرنة, إلى آخره.....
 فإذاً: أحد أكبر شبهات الشيطان: أن يغري الإنسان أن يعيش عصره؛ لو في انحلال أخلاقي, لو في اختلاط, لو في أكل مال حرام, لو في علاقات ربوية, لو في فساد, يقول لك: هذا العصر, يجب أن عيش عصري, يجب أن عيش بيئتي, يجب أن ألبي حاجاتي, هذا كله كلام الشيطان,  بعض الشبهات التي يلقيها الشيطان على الإنسان وحتى النفس ايضا اعلمو ان الهدية من الله سبحانه وتعالى فهو من يمن على عباده ويهديهم الى صراطه المستقيم :
 الجهة الثانية؛ إذا كان في تقاليد, أو عادات خلاف الدين, يتمسك فيها؛ هكذا تربينا , هكذا نشأنا, هكذا علمنا أبي, هكذا نحن, هذه تقاليدنا, هذا تراثنا, هذا الفلكلور الخاص بنا, خلاف الدين مثلاً؛ فإما أن يأتيك من باب الحداثة, والعصرنة, والتجديد, و..... وإما أن يأتي الشيطان عن أيمانهم وعن شمائلهم؛ أما عن شمائلهم: بالمعاصي والموبقات؛ المعاصي, والانحراف, والزنا, وشرب الخمر, والنوادي, وما إلى ذلك..... أما عن أيمانهم: يأتيك من الدين, يقول لك: وضوؤك غير صحيح, معناها صلاتك لم تصح, تعبت بدون مقابل, يلقي به الشبهات؛ إما بالعبادات, أو وساوس, أو يضاعف له ثقته بنفسه, بعد ذلك: أنت لعلك مكتوب عليك شقي من الأزل, انتهى الأمر, لا تغلب نفسك, من عقيدة جبرية, أو عقيدة غير صحيحة, أو يعلقه بالشفاعة, ؟  النتيجة: الشيطان إذا كان رأى طريق الأمام مغلق, طريق الخلف مغلق, وعن اليسار مغلق, لا يوجد أمامه غير طريق واحد, طريق اليمين, يأتيه بخواطر من نوع إسلامية الخواطر, لكن مبالغة لكلمة حق أريد بها باطل والله واسع عليم .
على كلٌّ؛ يوجد أربع جهات يتولاها الشيطان ان شاء الله : من بين أيديهم, ومن خلفهم, وعن أيمانهم, وعن شمائلهم, إلا أن هناك جهتين  في هذه الآية: جهة الأعلى, وجهة الأسفل.
 قال: جهة الأعلى لا يستطيع الشيطان أن يصل إليها؛ الاتصال بالله, إذا اتصلت بالله, واستعنت به, وأقبلت عليه, الجهة العلوية لا سبيل للشيطان إليها, والجهة السفلية: جهة التواضع, والتذلل, والعبودية لله, هذه الجهة -أيضاً- محمية, فإذا أردت أن تصل إلى الله, فعليك أن تتواضع, وأن تتعبد, وأن تفتقر إليه, وأن تتصل به, أما هذه الجهات الأربع, هذه الجهات: هي مجال عمل الشيطان ان شاء الله ,اعلمو اخوتي ان الشيطان ليس له سلطان على المؤمن ومن يتوكل على الله  فعليكم بتقوا الله وعليكم بالصبر فالآية أصبحت:﴿قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ﴾قال الله سبحانه وتعالى﴿فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ﴾قال الله سبحانه وتعالى﴿قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ﴾

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق