الأحد، 5 يوليو 2015

سأل احد الاخوه عن تفسير قول الله سبحانه وتعالى بسم الله الرحمن الرحيم " رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْن " الرحمن 15وتفسير الاية (حَتَّى إِذَا جَآءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِى وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ) الزخرف (37)
يوجد في القرآن الكريم عدد كبير من الآيات الكونية سخرت لتكون أولاً برهانًا لإثبات وجود الخالق الواحد الأحد وإقامة الحجة على ذلك من خلال التفسير العلمي الذي لا ينكره منصف ولا يرفضه عقل رشيد، وثانيًا هداية للعلماء في أبحاثهم تقودهم إلى النتائج الصحيحة، والحقيقة الكونية خدمة للبشرية جمعاء؛ تنور طريقهم، وتخرجهم من الظلمات إلى النور. وعملية الشروق والغروب التي يعيشها الإنسان يوميٌّا فوق هذه الأرض ـ واحدة من هذه الحقائق الكونية حيث قال المولى تبارك وتعالى:
(رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا) الشعراء
(فَلآ أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ) المعارج (40)
(فَبِأَىِّ ءَالآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ) الرحمن (15:14).
(حَتَّى إِذَا جَآءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِى وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ) الزخرف (37)
لا شك في أن ذكر المشرق والمغرب في صيغه المختلفة يعطي  رغبة في التفكير، وحافزًا للتعمق والتأمل،في بلاغة الأسلوب القرآني ودقة المعاني. وإذا تعمقنا في معاني هذه الآيات بَدَا لنا بوضوح أنها تشير أولاً إلى عظمة الخالق سبحانه وتعالى ـ ، وثانيًا إلى حقائق كونية متسلسلة لها وزنها العلمي الضخم وأهميتها الكبرى في معرفة  هذا  الايات،التي  سخرها الله سبحانه وتعالى لهداية الإنسان في بحثه العلمي التجريبي والنظري كي لا يضل عن الحقيقة الكونية مصداقًا لقوله تعالى: (كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ ءَايَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)
آل عمران (103).
ففي سورة الشعراء جاء ذكر المشرق والمغرب في صيغة المفرد، وهذا ما نلاحظه في كل لحظة، فأينما كنا وحيثما وجدنا رأينا للشمس مشرقًا ومغربًا، وبما أن الأرض ثابته بدليل قول الله سبحانه وتعالى(وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهارا وسبلا لعلكم تهتدون 15)نستدل من الاية الكريمه ان الارض ثابته وان  الشمس هي التي تدور حول الارض  فهناك مشارق ومغارب متتالية في الزمان والمكان. وهذا ما نفهمه من خلال الآية الكريمة التي جاءت في صيغة الجمع في سورة المعارج. لكن السؤال المطروح هو: ما هو الفهم الصحيح لهذا الذكر الذي جاء في صيغة المثنى في سورة الرحمن؟
لقد فسر بعض المفسرين هذه الآية بمشرقي ومغربي الشمس في الشتاء والصيف، مهتدين في ذلك بما يقع من تغيير مستمر في زاوية الشروق والغروب الناتج عن دوران الشمس حول الارض، وميل محور دورانها عن المحور الرأسي. قد يبدو هذا صحيحًا في المرة الأولى، لكن بسبب ميل المحور الذي يتزايد ويتناقص على مر السنة ـ نرى كذلك على الأرض مشارق ومغارب متعددة  في السنة، وليس مشرقين ومغربين اثنين فقط، ومن هنا نرى أن عدم التوافق الكلي الذي أفرزه هذا التفسير يدعونا إلى النظر من جديد والتفكير في الآية الكريمة لإيجاد الفهم الصحيح، فالقرآن يفسر بالقرآن
التفسير العلمي الحالي
(رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا). الشعراء لقد جاء ذكر الشروق والغروب في هذه السورة الكريمة في صيغة المفرد، وهذه إشارة إلى حالة خاصة ثابتة في مكان ما وزمان ما. ففي كل لحظة تشرق الشمس على بقعة ما وتغرب عن بقعة أخرى، وكل الناس الموجودين في هذه البقع سيعيشون في وقت واحد لحظة الشروق والغروب، وهذا ما نقرؤه في الآية الكريمة حيث قرن المشرق مباشرة بالمغرب، ولم يكن قوله ـ عز وجل ـ رب المشرق ورب المغرب. إذَن إذا تصورنا هذه الحالة الخاصة ـ وجود حالة شروق وغروب في كل لحظة ـ وعممناها على كل بقع الأرض سنجد أن شكل هذه الأخيرة  بيضوي، مما يدل على أن صيغة المفرد  استعملت إشارة إلى شكل الأرض .
(فَلآ أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ) المعارج (40)
في هذه السورة الكريمة جاءت صيغة الجمع إشارة على وجود مستمر لمشارق ومغارب متعددة على هذه الأرض. وبما أن عملية الشروق والغروب مستمرة عبر المكان والزمان، فهذا يدل بوضوح تام أولاً، على أن شكل الأرض بيضوي، وثانيًا على أن الأرض ثابته والشمس هي التي تدول حول الارض.
ومن هنا نستنتج أن صيغة الجمع  استعملت لتدل الإنسان على شكل الأرض البيضوي،.ون الأرض ثابته بدليل  ما جاء في قوله تعالى في سورة البقرة ما يدل على أن الشمس تطلع من مشرق الأرض: (قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِى بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ)البقرة (257) نستدل من الاية الكريمه ان الله سبحانه وتعالى هو القادر على ان ياتي بالشمس من المشرق وهو القادر على ان ياتي بالشمس من المغرب وهو تفسير لقول الله سبحانه وتعالى ، (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ) الرحمن في هذه الآية الكريمة ذكر المشرق والمغرب في صيغة المثنى. ما سبب ذلك؟ إن التعبير القرآني جميل، وهذه الآية سيقت في صيغة المثنى لتكون الأنسب في سورة الرحمن حيث الحديث كله يذكر في هذه الصيغة. إنها الأنسب، هذا صحيح، لكن لا شك أن من ورائها حقيقة كونية. وهذا ما أريد في إطار التفسير العلمي إظهاره. قبل ذلك يجب أولاً أن نلاحظ أن كلمتي المشرقين والمغربين لم تُقْرَنَا مباشرة كما كان الشأن في الآيات السالفة الذكر حيث كان قوله ـ عز وجل: (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ) بتكرار كلمة (رَب) وهذا يدل على أن هناك مشرقين ومغربين مختلفين تمامًا في الزمان وفي المكان كذلك. كيف هذا؟هو شروق الشمس من المشرق وغروبها في جهة الغرب وشروق الشمس من جهة الغرب انشاء الله وغروبها في جهة المشرق انشاء الله وهنا يتبين بعد المشرقين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق