الأربعاء، 23 مارس 2016

بسم الله الرحمان الرحيم قال الله سبحانه وتعالى(" ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّوَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ "‏ (الروم‏:41) .  )تشير الآيات إلى ظهور الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس مؤكدة عقاب الله تعالى للمفسدين في الأرض لعلهم يرجعون عن فسادهم‏ ‏وتأمر الآيات في سورة " الروم " بالسير في الأرض للاعتبار بما وقع من عذاب للأمم المشركة والكافرة من قبل مؤكدة ضرورة الاستقامة على منهج الله وهو الإسلام العظيم من قبل أن تأتي الآخرة فتصدع به كل الخلائق ، في وقت قد أغلقت أبواب التوبة ، فلا توبة لتائب ، ثم يجزي كل بعمله الذي أداه في الدنيا وفي ذلك تخاطب الآيات خاتم الأنبياء والمرسلين ـ صلي الله عليه وسلم ـ بقول ربنا ـ تبارك وتعالى ـ ‏:‏ " قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُم مُّشْرِكِينَ * فَأَقِمْوَجْهَكَ لِلدِّينِ القَيِّمِ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ * مَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ * لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُواوَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الكَافِرِينَ "‏ (‏الروم‏:42‏ـ‏45) .‏وتذكر الآيات بأن تصريف الرياح هو من دلالات طلاقة القدرة الإلهية المبدعة في الكون والمستوجبة شكر العباد لله –تعالى- ، كما تعاود التذكير بعقاب المكذبين من مجرمي الأمم السابقة انتقاما منهم والتأكيد على أن نصر المؤمنين حق فرضه رب العالمين على ذاته العلية في كل مكان وزمان وفي ذلك تقول ‏:‏ " وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُواوَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ المُؤْمِنِينَ "‏ (الروم‏:47) وفي الآيات من ‏(46‏ـ‏51)‏ تفصل سورة الروم كيفية تكون السحب الطباقية وإنزال الماء منها فيستبشر العباد بذلك بعد أن كانوا من اليائسين وتشبه إخراج الموتى من قبورهم بإحياء الأرض بعد موتها وذلك بإنبات النبات من خلالها مؤكدة أن الله ـ تعالى ـ على كل شيء قدير‏ ,‏ وتقارن بين الرياح المبشرة بالخير وبين ريح العقاب المصفرة‏ . ‏وتشبه الآيات إعراض كل من الكفار والمشركين عن الاستماع إلى رسالة الله الخاتمة بعجز كل من الموتى والصم عن الاستماع إلى محدثيهم‏ ,‏ خاصة إذا كان الأصم منهم مدبرا عن محدثه‏ ,‏ وبعجز الأعمى عن إبصار الطريق القويم وفي ذلك تقول موجهة الخطاب إلى خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم ‏:‏ " فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ المَوْتَى وَلاَتُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَاوَلَّوْا مُدْبِرِينَ * وَمَا أَنْتَ بِهَادِ العُمْيِ عَن ضَلالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلاَّ مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ "‏ (‏الروم‏:52-‏53) .‏زورو صفحتنا على الفيس بوك العالم عباس السعداوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق