الاثنين، 1 يونيو 2015

 السلام عليكم لقد ترك السنة والشيعه كتاب الله خلف ظهورهم ولم يتبعوه .بينما قام
  عددا من العلماء من غير المسلمين انكبوا على دراسة القرءان الكريم
فأبدوا دهشتهم لوفرة التفاصيل العلمية الموجودة فيه. ذلك بعدما محصوا الكتاب
تمحيصا ليجدوا أنه خال من أية أخطاء علمية على خلاف ما كانوا يعتقدون, ما دفع
بعضهم إلى الاعتراف بنبوة النبي  محمد (عليه وعلى جميع الانبياء والمرسلين   الصلاة و السلام). و آخرون
اعتنقوا الإسلام صراحة.
 و قد وجدنا من المناسب في هذا السياق أن ننقل
عنه ما يلي:
"إن ما يثير الدهشة في نفس من يواجه مثل هذا النص لأول مرة هو ثراء
المواضيع المعالجة,فكتاب الله فيه كل شىء ومنها: فهناك الخلق و علم الفلك وعرض لبعض الحقائق
الخاصة بالأرض, و عالم الحيوان و عالم النبات و التناسل الإنساني. و على
حين نجد في التوراة أخطاء علمية ضخمة نكتشف أن القرآن خال تماما من
مثل تلك الأخطاء. ونرد على من يشك في كتاب الله القرءآن العظيم : كيف يستطيع أي إنسان أن
يكتب ويعرف تلك العلوم التي لم تكشف الا باجهزه متطورة وفي العصر الحديث وكيف له ان يعلم بتلك العلوم ان لم يكن تنزيل من رب العالمين. ما أتضح لنا اليوم أنه يتفق مع المعارف العلمية الحديثة؟ ليس هناك
أي مجال للشك, فنص القرآن الذي نملكه اليوم هو فعلا نفس النص الأو ل والقرآن تنزيل من رب العالمين وليس من صنع البشر فقد بين الله سبحانه وتعالى  يقول: (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء: 82]. لاكن اكثر الناس تكره الحق وليس لديهم علم فقد قال الله سبحانه وتعالى فيهم : ”قل هل يستوي
.( الذين يعلمون و الذين لا يعلمون” (الزمر: 9
الدعوة إلى الله مسؤولية تتجاوز علماء الدين لتشمل العلماء بمختلف تخصصاتهم
العلمية.وكل مسلم حسب علمه فالجهاد واجب على المسلمين كافه واعلمو ان الله لايكلف نفسا الاوسعها) فالمقدرة على الفهم الدقيق للنص تتطلب درجة عالية من العلم الديني, و قد حان الوقت لأن نعيد صياغة العلاقة بين الدين و العلم من خلال
منهجية متطورة تتيح للباحث المتخصص دراسة جوانب من القرءان لم تدرس من
قبل و من ثم نقل تلك المعرفة إلى الآخرين. و ذلك امتثالا للأمر الإلهي بالتدبر في
.( القرآن: "أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها" (محمد: 24
و على من يدعي امتلاك حقيقة مخالفة لما جاء به القرءان تقديم البرهان على ما
يدعيه. هذا هو المنهج القرآني:"قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين" (البقرة: 111 ). هنا
يأتي دور العلماء في الرد على الشبهات حيثما وجدت و من ثم سد المنافذ التي
يتسلل منها كل من يحاول النيل من الدين. لا شك أن هذا الواجب الديني المقدس
يقع على عاتق المسلمين بالدرجة الأولى ولكن يجب أن يكون المدافع
عن الحق من المسلمين يدرك حقيقة هذا الكتاب المنزل ولديه معرفه .. المطلوب هو الالتزام
بالمنهجية العلمية و بقدر من النزاهة و احترام التخصص فالقرءان بما يحتويه من
علوم و معاني أكبر من أن يستوعبه عقل أحد من الإنس أو الجن ولايعني ان الله لم ييسر لنا كتابه فقديسر لنا كتابه ولاكن كتاب الله فيه كل شىء ولايعلم كل شىء الا الله سبحانه وتعالى ”قل لئن اجتمعت
الانس والجن على ان ياتوا بمثل هذا القرءان لا ياتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض
ظهيرا” (الإسراء: 88 ).. و يبقى كلام الله المنزل على رسوله هو الفاصل بين الصدق و
الادعاء.
باختصار نقول أن الذي قاد أسماءا لامعة في الوسط العلمي أمثال الطبيب بوكاي
للاعتراف بالتنزيل إنما هو مستوى الخطاب الذي وجدوه في القرءان و الذي يختلف
كل الاختلاف عن مستوى الخطاب السردي المعتاد في الكتابين المنسوبين إلى
موسى و عيسى عليهما السلام.. ذلك لأن القرآن يخاطب  القلوب.. و
المكانة التي أعطاها الإسلام للعلم ليس لها مثيل في الأديان الأخرى.
بل إن المتدبر في القرءان لا يملك إلا أن يقف بإكبار أمام ما جاء فيه من بيان
علمي يتميز بدقة التعبير اللغوي, و بتنوع المادة العلمية الواردة في عدد من الآيات
, علما بأنها حقائق لم يصل إليها الإنسان إلا مؤخرا و منها ما
تم اكتشافه خلال العقود الخمس الأخيرة فقط. بعضها ذكره الدكتور بوكاي في كتابه
الذي ترجم إلى لغات العالم الرئيسية و بعضها ذكر في كتب أخرى كثيرة, مثل كتاب
للدكتور الكندي, المتخصص في (The Developing Human) الإنسان النامي
فكانت تلك الآيات بمثابة ,(Keith Moore) في علم الأجنة و التشريح, كيت مور
الصوت المنبه لمن إطلاع عليها و هو يدرك جيدا ماهية ما تتحدث عنه.
نعود و نقول بأن القرءان لا يتعارض مع العلم بأي حال من الأحوال و لكن قد
يتعارض مع أهواء البعض ممن يلبسون الحق بالباطل و يكتمون شهادة الحق عن
الناس مع سابق الإصرار و الترصد. و السؤال: هل المطلوب منا أن نجامل في مثل
هذه الأمور شديدة الحساسية تجنبا للمواجهة (غير المتكافئة) مع أعداء الدين أم هي
دعوة للحق نتبناها من أجل كسر حالة الحصار المفروض على الفكر الإسلامي و
من أجل الدعوة إلى الله بقوة بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى؟ الله سبحانه و
تعالى يقول لنبيه يحيى عليه السلام: ”يايحيى خذ الكتب بقوه” (مريم: 12 ).. الدعوة
إلى الحق ليس فيها لا مجاملة و لا مساومة.
أمامنا أحد الخيارين: إما أن نستكين و ننكمش على أنفسنا فيستبدلنا الله بآخرين لا
يكونون أمثالنا و إما أن ندعو إلى الله بالعلم فنكون من الذين يقول فيهم المولى  ”من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه” (الأحزاب: 23
علينا المضي قدما في الدفاع عن كلمة الحق بغض النظر عن مواقف الآخرين من
الدين و التدين, و لندخل حلبة الصراع متسلحين بالشجاعة العلمية و الأدبية, بذلك
فقط نستطيع أن نخرج كمسلمين من البوتقة الضيقة التي حشرنا أنفسنا فيها و أن
نواجه المستقبل بكل ما فيه من تحديات لنعرض للإسلام عرضا صحيحا كما ينبغي و
لا نبتغي في ذلك إلا مرضاة الله سبحانه و تعالى. انشاء الله توكلت على الله رب العالمين ويجب على المؤمنين التوكل على الله لان الله يحب المتوكلين .الحمد لله رب العالمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق