الأربعاء، 21 يناير 2015




قال تعالى: (أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ) [البقرة: 266].
لقد تحدث القرآن في زمن لم يكن أحد يعلم شيئاً عن الأعاصير عن نوع غريب من هذه الأعاصير......
لقد أثار دهشة العلماء ذلك الإعصار الذي فيه نار شديدة التهمت كل شيء... إنها المرة الأولى التي يرى فيها العلماء إعصاراً كهذا في العصر الحديث.
فقد كان الاعتقاد السائد حتى سنوات قليلة أن مركز الإعصار بارد أو ربما يكون ساخن قليلاً... ولكن أن يكون فيه نار ... هذا شيء جديد على العلماء... ولكن الله بين لنا في كتابه الكريم  .
لقد ضرب الله تعالى مثالاً لنا في القرآن أراد من خلاله أن يعلمنا كيف ننفق في سبيله ولا نتمسك بالمال، لأن المال زائل. فقد ضرب مثالاً في إنسان كبير السن ولكن لديه أطفال صغار.. طبعاً هذا الأب تعب كثيراً حتى جمع المال واشترى لأولاده الصغار الضعفاء هذه المزرعة (وتسمى باللغة العربية الجنة أي البستان).
لقد زرع لهم فيها من الفواكه والخضار والأشجار ما يكفيهم لسنوات طويلة وحتى لأحفاده من بعده. ولكن هل هذا كل شيء؟ إن هذه الجنة المليئة بالثمار والماء والنبات... لم تدم طويلاً فقد جاء إعصار ليس كبقية الأعاصير، إنه من أقوى وأعنف أنواع الأعاصير.. إنها إعصار النار.
قال تعالى: (أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ) [البقرة: 266]. وبعد ذلك ماذا حدث؟ يقول تعالى: (فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) [البقرة: 266].. سبحان الله، لقد كانت نهاية مفزعة.. وماذا يستطيع هذا الأب الطاعن في السن أن يفعل الآن؟
ليس له إلا الله تعالى ليرجع إليه ويدعوه أن يرزق أطفاله ... المشكلة كانت سهلة الحل جداً، أن ينفق هذا الرجل شيئاً من ماله على الفقراء، أو يطعمهم من ثمار هذا البستان، وأن يعود أطفاله على الإنفاق على المحتاجين... طبعاً لم يفعل فكانت الكارثة.
هذا درس أراد الله من خلاله أن يعلمنا كيف نضمن لأولادنا مستقبلاً آمناً مطمئناً، ليس بتكديس المال، إنما بإنفاقه... والله سيحفظ لهم النعمة ولو كانت قليلة ويزيدها ويصرف عنهم الشر..
ولكن هذا ليس كل شيء، فمن عظمة القرآن أنك تجد في كل آية معجزة مبهرة، فقد أراد الحق تبارك وتعالى أن يعطينا درساً آخر، وهو إعجاز لطيف من خلال حديث القرآن عن إعصار فيه نار...
... ... إنه إعصار فيه نار، وقد سماه العلماء Fire Tornado وقد تكرر عدة مرات في البرازيل وأستراليا...

(سنريهم آياتنا) اعصارفيه نار
إن هذا الإعصار يأتي اليوم ليشهد على صدق كلام الحق تبارك وتعالى، وأن هذا المثال الذي ضربه لنا يجب أن يزيدنا يقيناً أن عذاب الله قريب، فلا ينفعنا مال ولا أرض ولا قصور ولا بنوك... الذي ينفعنا هو فعل الخير ... ولذلك ختمت الآية بقوله: (كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق